العبقرية


العبقرية بطبيعة الحال فردية وفريدة، إلا أنها ذات طابع مؤثر، سواء بالنسبة لعامة الناس أو المتخصصين.

يشير كتاب “العبقرية إلى أن أول النماذج التي ترد إلى الذهن للعبقرية في القرن العشرين، عبقرية آلبرت إينشتاين. هذا الرجل، الذي كانت لبصيرته النفاذة إلى طبيعة المكان والزمن، أثرها في تغيير مداركنا بعمق عن العالم.

وقد كان هناك اتفاق بين اليونانين ومنذ القدم على أن العبقرية ليست سوى مقدرة إلهية لا إنسانية، حتى ورد لديهم بأن الميلاد وحده يحدد خاصية العبقرية هذه لكونها تفضيلاً إلهياً ليفهمها البعض بأنها قدرة موروثة.

ورغم أن علماء النفس يتفقون على تماذج عنصري البيئة والوراثة في ظهور العبقرية؛ إلا أنهم يختلفون حول تغليب احد العاملين.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. وقد استدلا على ذلك بحقيقة أن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد أن فيها عباقرة آخرين..

ولكن العلماءالمعلبين لدور البيئة المناسبة يقومون باستخدام نفس الدليل لصالحهم ويقولون أن تلك الأسر (راقية بطبعها) وفرت لأبنائها بيئة تعليمية وأكاديمية واجتماعية استثنائية أوصلتهم لمدارج العبقرية…

يتميّز الشخص العبقري بالكثير من الصفات العقلية التي لاتتواجد عند غيره من أصناف البشر، حيث أكدّ الخبراء بأنّهم يمتلكون عقلاً مليئاً بالأفكار الخارجة عن المألوف والعبقرية الفطريّة والمُكتسبة، فيما يلي سنُسلط الضوء على مجموعة من أهم الصفات التي لا تتواجد إلّا عند الأشخاص العباقرة.

يذكر فالوزثلاثة محددات رئيسية بسيطة في الشخصية العبقرية الدالة على تفوقها، وهي:


جميعهم يعرفون أنّهم عباقرة

 وذلك لكثرة تعاملهم مع قضايا صعبة للغاية بالنسبة لغيرهم بمنتهى السهولة، وليس ذلك متعلقاً فقط باختراعات أو اكتشافات أو تحليلات كبرى، كذلك ايضا بالحياة اليومية كلعبة شطرنج، أو استيعاب درس معين في أيام المدرسة، أو في المناقشات، أو حتى كتابة المواد من دون جهد يذكر.

 كلّ ذلك يجعلهم يعرفون ما هم عليه خصوصاً أنّ المقارنة مع الآخرين قائمة دائماً ولو أنّ العباقرة لا يقصدونها هم أنفسهم.

 في الوقت عينه، لا يتلفظ العبقري بكلمة  العبقري واصفاً نفسه لانه وفي كل الاحوال ليس في حاجة إلى ذلك.

وباستثناء بعض اللامعين جداً في مجالاتهم ممن يصنفون كعباقرة ويصفون أنفسهم على الدوام بها، فإنّ معظم العباقرة يتحلون بالتواضع في هذه المسألة ولا يتكلمون بقدر ما يعملون.

فهل سمعت يوماً روجر فيدرير (الحائز على أكبر عدد من جوائز الغراند سلام بكرة المضرب) يقول: "أنت تعلم أنّي موهوب!"، أو ميريل ستريب (فازت بـ156 جائزة على أدائها التمثيلي من بينها 3 أوسكار و2 بافتا، و3 في مهرجان برلين، وواحدة في مهرجان كان) تسأل: "هل شاهدت جوائزي؟".

 هم ببساطة يدركون ما لا يعرفون

يقول أحد الكتّاب إنّ من أسس التفكير العلمي الاعتراف بأنّنا لا نعرف ما لا نعرفه.

ويقول كاتب آخر: لا تهرف بما لا تعرف... والهرف هو الهذيان والخلط في الكلام. العباقرة لا يدّعون المعرفة أو القدرة على إنجاز شيء ما، هم ببساطة يتعاملون مع الأمور بما يملكونه من رؤية وأدوات فكرية، ولا يدّعون العبقرية شأن كثيرين ممن يصابون بـ"تأثير دانينغ- كروغر" وهو انحياز معرفي يميل فيه الأشخاص غير المؤهلين إلى المبالغة في تقدير ما يملكون من مهارات، فيتعاملون دائماً على أساس تفوقهم على غيرهم، لكنّه ليس أكثر من تفوق وهمي.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الوهــــــــــم

فجوة بين الجاهل والحكيم

المذهب العقلاني